منهج البحث في علم الكلام وما عرضه العلماء فيه يستنتج أنه علم نظري بحت يُنظم المقدمات ويستخلص النتائج.
العقيدة الإسلامية في حقيقتها تستهدف العقل والفكر، ويوقظ الانفعالات النفسية والقوى العقلية.
"والتصوف علم كثير المزالق، وشطحات السائرين فه أكثر من سدادهم"
فإذا نشب خلاف وتم تحويله من الأدمغة المفكرة إلى صفوف الأمة فهو جريمة في حق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وفي حق عامة المسلمين.
الحقيقة الأولى: الله
هذا الاسم العلم حقيقة على الذات التي نؤمن بها ونعمل لها، ومنه مبدأنا وإليه مصائرنا.
لو أن البشر من أولهم إلى آخرهم نسووا الله وما عبدوه ولا ذكروه، ما خدش ذلك شيئا من جلاله ولا أنقض ذرة من سلطانه.
وجود الله من البداهات التي يدركها الانسان بفطرته، ولا يحتاج إلى تفكيرعويص ولا مسائل فكرية معقدة.
ما وصل إليه الإنسان من أسرار العالم حاسم في كل شبهة توهم أنه وُجد كيفما اتفق.
البيعة أثر يتجلي فيه وحدانية الصانع وعظمته، وهو حاضرغالب لكن يستحيل إدراكه بالحواس.
إن العقول السليمة تتلاقى على الحق، وكلما كانت راسخت في العلم كان تلاقيها على الحق أيسر وأقرب.
فالعلم بلا إيمان يمشي مشية الأعرج وإيمان بلا علم يتلمس تلمس الأعمى.
لن يكون نهار إلا مع وجود الشمس، ولن يكون هناك عالم إلا مع وجود الله.
إن الإمداد الإلاهي هوالذي قام ويقوم بكل ما ترى، قياما لا تتوهم معه غفلة ولا فتورولا تفريط، وإلا لهلكنا واختل كل شيء.
الرق بين وجودنا ووود الله، أن وجود الله واجب له من ذاته، أما وجودنا فليس متعلق بذواتنا قط، إن ُنحنا نعمة الوجود بقينا ما بقيت معارة لنا، وإلا اختفينا فلم يمسكنا شيء.
ليس كمثله شيء:
الخالق لا يشبه شيئا من خلقه لا في ذاته ولا في صفاته.
إن الإنسان عاجز على معرفة حقيقة الوجود المادي الذي يعيش فيه، فكيف يعرف ما وراءه من الغيب؟
ولغات البشر أجمع قوالب صالحة لما يدور في حياتهم من تفاهم، ولكنها دون ما ينبغي لذات الله من تجلية وإدراك.
فرق شاسع بين أن يحكم العقل باستحالة حدوث أمر ما، وأن يقر بعجزه عن فهمه.
فعدم علمك بشيء ما، ليس علما بعدم ذلك الشيء.
والذات الإلاهية لا تدركها الحواس ولا يتخيلها الوه، لأنه إذا كان بالإكان تخيلها قد صارت محددة مقيدة وهي ليست كذلك.
الذات الإلاهية عند المسلمين:
لم تكن مفهوما ماديا قابلا للتجسيد والإدراك بالحواس، فيحتويه مكان ويغيب عن أمكنة، ويرى بشرا ويغيب عليه البقية.
كما لم تكن الذات الإلاهية عند المسلمين مفهوما مجردا مطلقا لا يدل عليه وصف، ولو كانت كذلك لما اطمأن له قلب ولا أمسك بها عقل.
فكانت ذات الإله وسطا بين التجسيد والتجريد، فهو سميع بصير، عليم خبير حكيم، مستو... ولكنه ليس كمثله شيء.
النسبة بين الله وخلقه هي نسبة المُوجد المُتفضل بالإيجاد، على من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا.
ولو كانت ولادة عيسى من دون أب حجة ترشحه للألوهية بصفة البنوة، لكان آدم والملائكة أولى، لأنهم في الملأ الأعلى وليس من الحمأ المسنون.
في عالم الغيب حقائق شتى نومن بوجودها ونجهل كنهها. وجهلنا بكنهها لا ينفي البتة حقيقة وجودها.
الزعم بأن أحد المخلوقات إله هي إما، متهم بريء كبعض الرسل والملائكة، أو مخلوقات لا تحس ولا تعقل كالأحجار والحيوانات، أو بعض الجبابرة والحكام الطغاة.
نحن في هذه الدنيا نمر بتجارب شتى تكشف عن معادننا وخصائصنا، كما تكشف التجارب في معامل الكيمياء عن مختلف المواد.
وإذا رأيت المرء يحب غير الله أكثر من حبه لله، ويخاف من غير الله أكثر من خوفه من الله، ويتعلق قلبه بغير الله أكثر من تعلقه بالله، ويصدر عمله ابتغاء للناس أكثر من ابتغائع لمرضاة الله وثواب الآخرة,,, ثم إذا حلت به مصيبة كان تفكيره واتكاله على فلان أكثر من تفكيره واتكاله على الله، وإذا أصابه خير كان حمده لفلان أسبق لشكره الله على نعمه,,, عندها اعلم أنه أشرك.
والإيمان بالله لا تتفاوت حقيقته، وإن اختلفت نواقضه على توالي الأيام.
العالم وما فيه من سكون وحركة أثر لقدرة الله، وليس لشيء ما قدرة ذاتية يستمدها من طبيعته المجردة.
وتنتهي أغلب البوث العلمية إلى علم جيد بالمخلوقات، وجهل مطبق بخالقها، لأنها لم ترد إليه إشارة ما في غضون بحوثها الكثيرة المتشعبة. إنها ولا ريب خيانة علمية.
ان الأسباب والمسببات هي المفاتيح الملقاة بين يدي البشر
لله مطلق الحرية والقدرة ي كل كائناتها، كيفما أراد يخلقها وأين ما شاء وضعها، وفي أي قدر أحب قدر لها، له سبحانه القدرة والإرادة الكالة التامة، ولا يملك المخلوق الضعيف قليل الحيلة عديم الإرادة إلا أن يرضى ويقبل بل ويشكره ويحمد على جزيل فضله وعطائه وكرمه، فهو الإله المتفضل المتكرم على عباده.
وإنك لترى انطلاق المشيئة، في إخراجها الأصناف المتعددة من أصل واحد، فهذه أرض واحدة لكنها بمحاصيل متعددة متنوعة.
الإيمان بالقضاء والقدر قائم على الإيمان بالله ومعرفة أسمائه وصفاته.
إنه سبحانه فعال لما يريد عالم بما يفعل.
شمول علم الله يستغرق الأمكنة على اتساعها والأزمنة على امتدادها، فما يغيب عنه يوم في الأزل والأبد، ولا متسع في المشرق ولا المغرب.
ويتعلق القضاء والقدر بوقائع الحياة وأحداثها وفي نفس الآن بتصرفات البشر وأعمالهم.
وإذا علم الواحد منا أن أجله مكتوب، لا ينقصه إقدام ولا يزيده إحجام عاش عيشة هنية رضية.
اضلال الله للشخص معناه أنه آثر الغي على الرشاد، فأقره الله على مراده وتمم له يبغي لنفسه.
"نوله ما تولى"
لن تجد في دين الله قلقا أو اضطرابا
كثيرا ما يحدث أن تختلط مظاهر الجبر الإلاهي مع مظاهر الاختيار الإنساني،
إن الحساب الأخروي شبيه بالمعادلات الرياضية، يؤخذ منه ما لله ثم يحاسب العبد على ما كسبت يداه.
إن تجاهل الانسان لما خلقه الله فيه من قوة وارادة وتفكير وتجبير لا ينقص مثقال ذرة من مسؤوليته تجاه نفسه وأعماله.
ان كل فعل اختياري يقع، نقول أن الانسان هو المتسبب فيه وأن الله هو الخالق له.
عدالة القدرلا تتنافى مع التميز، فقد يعمل الرجلان نفس الله لكن الله يجازي أحداأكثر من الأخر، وهو حر في كل ذلك وليس لأحد الحق في محاسبته.
إن الإيمان أعظم الفضائل في هطا الوجود الفاني، وما دخل في شيء إلا زانه وما نزع من شيءإلا شانه.
وهو صلة بالله قائمة على الخضوع والاخبات، وعلى النفس قائمة على التأديب والضبط، وعلى المجتمع قائم على العدل والرحمة وعلى الكون قائم على السيادة والارتفاق.
صلة الايمان بالعمل كصلة الخلق بالسلوك.
إن النطق بالشهادتين بداية لما بعده من اعتقاد وعمل، وليس ما تظنه العقول الكليلة أنه كفاية وغناء عن ما سواه من آئتمار بالأوامر وانتهاء عن النواهي.
إن كلمة التوحيد حصانة للبشرية من الخضوع للآلهة المزيفة.
يرديون أن يرتكبوا أثام الملحدين وينالوا جزاء المؤمنين.
العبد المستكبر بطاعته أبعد عن الله من العبد المتسخذي بمعصيته.
لم يكلف الله الانسان بأن يكون معصوما لا يرتكب الاخطاء وانما كلفه بأن يتوب إذا أخطأ.
ويظهر أن نفس الانسان كجسمه، كلاهمايحتاج إلى تطهير دائم.
لا يضر مع الايمان شيء، مقولة لم تهدم الايمان في قلب الناس فقط وانما هدمت دولتهم واضاعت ملكهم.
تقول المرجئة أن الإيان لا تر ع كبيرة، وتقول الخوارج إن الكبيرة لا يبقى معها إيمان.
هل المعصية مرض؟
العبادات التي كُلف بها المؤمن أساس مكين في سلامته النفسية.
إذا لم تشغل نفسك بالخير شغلتك بالشر.
وقد نستطيع تحديدمصائر الناس في الدنيا بما يظهر لنامن كفر أو فسوق أو إيمان أما مصائر الآخرة فإلى الله وحده.
صور النفوس أشد تنوعا من صور الوجوه.
إن الإيمان يستلزم العمل، ما يستلزم النهار الضوء.
الخليقة الناجية كما مثلها أبونا أدم خطأ ومتاب، أما الخطيئة الهالكة كما مثلها الشيطان فهي خطأ وإصرار عليه.
لكل نبي رسل رسالة ومعجزة، وكانت معجزة نبي الاسلا عقلية، وكان للنبي صلى الله غليه وسل خوارق كغيره ن الأنبياء، إلا أنها كانت خوارق ثانوية الدلالة ي تصديق النبوة والشهادة لها.
والعظة قدر مشترك بين ألوف من الناس، في شتى الأمصار والأعصار، دفعهم تميزهم المعنوي إلى اعتلاء القمة.