الاثنين، 24 ديسمبر 2018

الشعرية عند تزفيتان تودوروف

يعتبر تزفيتان تودوروف من أبرز الذين أسهموا في حركة النقد الجديد، وهي حركة فكرية ونقدية جاءت في ستينات وسبعينات القرن الماضي في فرنسا، لإعادة النظر في أنماط التعامل مع النص الأدبي وفهم الظاهرة الأدبية عموما، لقد عُني تودوروف هنا بالفروق بين الشعرية والتأويل والنقد والبنيوية وصلة كل ما سبق باللسانيات. كما عُني بمستويات النص الدلالي منها والتركيبي واللفظي. كما اهتم بالعلاقة بين النص والمعنى من جهة وعلاقة البنى بالتاريخ من جهة أخرى، ودور القارئ في إنتاج النص، وما يراه الناس من قيم جمالية في الآثار التي يصطفونها فيُتوجونها أدبا.
يعترف تودوروف في تقديمه لكتابه الشعرية أن البون شاسع بين الطبعة الاولى للكتاب التي صدرت سنة 1967 وبين الطبعة الثانية سنة 1973 وبين الطبعة الأخيرة 1980 وهو يؤكد أن 13 سنة كافية لتغير واقع الظاهرة المدروسة (الشعرية) ونفسية الباحث وطريقة طرقه لمواضيعه، وهو يعترف باحتمال وجود تباين في الآراء قد يصل حد التناقض...

ينشأ الخطاب الأول حول الأدب مع نشوء الأدب نفسه، ولنا في مقاطع قيداس وهوميروس برهان ودليل، والأدب استعمل منذ القديم للدلالة على "كلام يبعث اللذة ويُثير الاهتمام لدى سامعه أو قارئه."
وقد اتخذ الخطاب اتجاهين مختلفين هما: التفسير والنظرية. فالتفسير يهدف إلى توضيح مضامين العمل أو التصريح بها أو تأويلها... أما في النظرية فالتركيز هنا لا ينصب على الأعمال الأدبية، ولكن على الأدب،  فموضوع البحث من إنشاء الخطاب، كالمجاز والحكي...ولو عدنا جميعنا إلى نفس الأعمال الأدبية كالإلياذة مثلا لأجل تبيان هذه المفاهيم وغيرها فسيتنبه كل دارس إلى خصائص مختلفة عمن سواه.
ورغم العلاقة غير الودية –غالبا- التي تجمع بين التفسير والنظرية فإن وجود كل واحد منهما ضروري للآخر. فالتفسير يفترض دوما وجود نظرية –ولو بشكل غير واع- والحال أن النظرية بدورها تفترض كذلك وجود تفسير لأنها تدخل عن طريقه في اتصال مع الخطاب. "المُنظر ينتقد خطاب المفسر الذي يبين فجوات النظرية بالنسبة للموضوع المدروس وهو الأعمال الأدبية."
اتخذ التفسير طريقتين للتشكل الأولى التفسير الحرفي أي توضيح معاني الكلمات غير المفهومة وشرح الأبنية التركيبية، أما الثانية فهي التفسير المجازي الذي يُكسب النص معنًا جديدًا مختلفا عن الأصلي. وبقي التفسير جامدا على مر السنوات والعصور. أما موضوع نظرية الأدب فقد تغير رأسا على عقب من عصر لأخر، والخطابات النظرية في الماضي كانت متباينة تماما عن أعمال هذا القرن والقرن السابق. ويكفي أن نشير إلى أن شعرية أرسطو هي أول مؤلف نظري في الأدب. إن موضوع هذا الكتاب لم يكن الأدب لكنه كتاب في التمثيل والمحاكاة عن طريق الكلام.

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018

مفهوم الأدب عند تزفيتان تودوروف

تجدر الإشارة بداية أن هذه المقالة كُتبت استرشادا واستلهاما وتلخيصا لمؤلف تزفيتان تودوروف الموسوم بـ مفهوم الأدب ودراسات أخرى، وما أخذنا من هذا الكتاب واعتمادنا عليه إلا تقديرا منا للمجهود المبذول من طرف المؤلف وعرفانا منا له بأهمية ما أنجز.

تشكل الأجناس الأدبية حياة الأدب نفسها، والأدب كلمة حديثة جدا في اللغات الأوروبية بمعناها الراهن، والأرجح أنها ظهرت في القرن الثامن عشر، ويربط ليفي برول بين الطبيعة البدائية والتجريد (أي عدم ربط الصور بالمفاهيم)  هذا قديما، أما حديثا فالأدب يعاني من التشتت فمن عساه يقدر على التفرقة بين ما هو أدبي وما هو غير أدبي نظير التنوعات الحاصلة في هذا القرن.

فلنطلق كلمة "وظيفي" على الكيان المجرد للأدب، ونطلق صفة " بنيوي" ولكن علينا أن نميز بدقة بين ما هو وظيفي وما هو بنيوي. حيث البنية مكونة من وظائف والوظائف تنشئ بنية، والفارق ليس في الموضوع وإنما في وجهة النظر.

إن الأدب يقوم على خاصيتين: الأولى أنه "محاكاة" بالكلام للواقع، لكننا لا نحاكي الواقع فقط، إذ قد نلجأ "للتخيل" وذلكم هو تعريفه البنيوي.
وذكّر فراي بغموض تعابير بعض التعابير كـ"الخرافة" و"التخيل" والأسطورة" التي تنتمي للأدب والكذب سواءً بسواء. ولكن ذلك ليس صحيحا إذ يؤكد علماء المنطق المدثين أن النص الأدبي لا يخضع مطلقا لمعيار الحقيقة. ولكنه تخيلي على وجه الدقة.
ولكن هذا التعريف يبقى قاصرا ونحن هنا نُحل إحدى تبعات ما هو الأدب محل تعريفه، حيث تقدم لنا هنا بطريقة غير مباشرة إحدى خصائص الأدب. وهل هي مصادفة أن نلصق صفة التخيلي بجزء كبير من الروايات والقصص في حين أننا نبرأ من ذلك إذا ما تعلق الأمر بالشعر. إذ لا يمكننا أن نصف العبارة الشعرية بأنها تخيلية ولا غير التخيلية، لكننا نكتفي بالقول غالبا أنها تأمل أو انطباع.
إن لم نعد كل أدب تخييل فبالضرورة ليس كل تخيل أدب وقصص فرويد عن "الحالات" أنموذجا عن ذلك، ومن جهة أخرى إذا كانت الحال أن الأساطير تخيلية بكل تأكيد فهل نضمنها كلها ضمن الأدب؟
ضف إلى ما سبق خاصية "الفنية" حيث في القرن الثامن عشر وبالتحديد سنة 1746م وضع الراهب باتو كتابا في الجمال قال فيه أن الفنون الجميلة مقتصرة على مبدأ واحد هو تقليد الطبيعة الجميلة، وفي سنة 1785م ألف كارل فيليب مورتيس الذي سعى لجمع الفنون الجميلة والعلوم تحت مظلة الإنجاز.  لقد تغلب هنا "راق" على "علَّم" حيث عرف كورتيس الجميل بأنه ( لا يعني الشيء سوى نفسه، ولا يقصد سوى نفسه ولا يتمالك غير نفسه، وأنه يكون كلا ناجزا بنفسه.) أما الفن فعرف الجميل بأنه ( إذا ما تمثل مبرر الوجود لعمل فني بدلالته على شيء ما خارج عنه، أضحى بذلك تبعيا، في حين أن المراد على الدوام، في حالة الجميل، أن يكون هو نفسه المقدم.)  حيث أن الأدب كلام غير أداتي، وقيمته قائمة فيه، أو كما يقول نوفاليس "تعبير للتعبير"
ودافع الرومانسيون الألمان عن هذا الموقف ثم تلاهم الرمزيون وما بعدهم. بل سيغدو نقطة انطلاق للمحاولات العصرية الأولى لإنشاء تعريف للأدب. كالشكلانية الروسية أو النقدية الحديثة الأمريكية. إن الوظيفة الشعرية هي التي تشدد على الرسالة نفسها.
عرف ديدرو الجميل بالنظام، حيث أن هذا الأخير يساهم في إدراكنا للعمل في ذاته، ثم استبدل الجميل بالشكل (الشكلانين) ثم البنية (البنيوين)، وللأدب لغة منهجية خاصة تستأثر بالاهتمام،  بتفسير غايتها بنفسها، وهو ذا التعريف البنيوي الثاني.


في كتابه " النظرية الأدبية" عالج رينيه ويليك وفارين طبيعة الأدب، وبدأ بالاستخدام الخاص للغة، حيث قسم هذها الاستخدام إلى: أدبي ودارج وعلمي. من حيث أن الأدبي غني بالتداعي ومبهم وغير شفاف (أي يوجهنا نحو مرجعيته دون أن يجتذبنا لنفسه) والأدب متعدد الوظائف (مرجعي براغماتي وتعبيري) والاستخدام الأدبي نفعي وذاتي الغاية (لأنه لا يقع على تبرير وجوده خارجا عن ذاته.)

الأحد، 16 ديسمبر 2018

المنهج التفكيكي

جدر الإشارة بداية أن هذه المقالة كُتبت استرشادا واستلهاما وتلخيصا لمؤلف د. يوسف وغليسي الموسوم بـ "مناهج النقد الأدبي"، وما أخذنا من هذا الكتاب واعتمادنا عليه إلا تقديرا منا للمجهود 
المبذول من طرف المؤلف وعرفانا منا له بأهمية ما أنجز.
بعد الموت غير المعلن للبنيوية ظهرت حركة معرفية جديدة على أنقاضها سميت بما بعد البنيوية وذلك في ستينات القرن الماضي، وأشهر رواد هذه الحركة جاك دريدا وجيل دولوز وميشال فوكو، والتفكيكية مظهر نقدي لهذه الحركة الفلسفية. وقد عد كثيرون هذه الحركة الفلسفية نقطة انعطاف في منحنى الدالة البنيوية، ويمكن اعتبار أن  "ممثلي ما بعد البنيوية هم بنيويون اكتشفوا خطأ طرائقهم على نحو مفاجئ" رامان سلدن: النظرية الأدبية المعاصرة ترجمة كاظم جهاد، دار توبقال، المغرب 1988، ص 133
حولت التفكيكية الدال إلى متعدد الدلالات، يختلف في كل سياق عن سابقه، والبداية كانت مع رولان بارت الذي كتب مقالته الشهيرة "موت المؤلف la mort de l’auteur " التي صاغها سنة 1968 والتي حطم فيها صنم المؤلف وقوض مملكته. حيث اللغة  في النص  "هي التي تتكلم وليس المؤلف"  رولان بارت: درس السيميولوجيا، ترجمة عبد السلام بن عبد العالي، ط3، دار توبقال، المغرب، 1993، ص 82. حيث أن كل ذلك عند بارت وأتباعه يحد من غلواء المؤلف، وتسلطه على النص. حيث "نسبة النص إلى مؤلف معناه إيقاف النص وحصره، وإعطائه مدلولا نهائيا، إنها إغلاق الكتابة" المرجع السابق، ص86.
وقد نربط بين دعوته هذه ومبدأ المحايثة l’immanence وربما يمتد الأمر إلى ما قبل ذلك إلى ت.س. إليوت في نظريته "التقاليد والموهبة الفردية" حيث ذوب العبقرية الفردية في التقاليد الموروثة.
وبموت المؤلف يكون بارت قد بشر بميلاد القارئ وعصر القراءة، حيث يصبح القارئ منتجا للنص بدل أن كان مجرد مستهلك، " لا يمكن أن تنفتح الكتابة إلا بقلب الأسطورة التي تدعمها: فميلاد القارئ رهين بموت المؤلف." المرجع السابق، ص 87.
إن في كل هذا دعوة لتحرير القارئ من سلطة المدلول في النص ودعوته له لأن ينال لذته من النص ويحلله كما يهوى، بعد أن كان القارئ في وقت سابق أكبر منسي في تاريخ الكتابة، مما عجل بظهور "نظرية القراءة" و"جماليات التلقي". وقد نمت هذه النظريات في اتجاهين:
أ‌.        الاتجاه الأمريكي: يمتد إلى ريتشاردز I , A , Richards  (1893-1973)  في نظريته "النقد العلمي القائم على استجابة القارئ".
ب‌.   الاتجاه الألماني: في جهود جماعية سميت "نظرية التلقي" و"جماليات التلقي" حيث أرست دعائمه مدرسة كونستانس خلال السبعينات بزعامة هانس روبرت ياوس H.R.  jaus و وولفانغ إيزر woolfgang Iser  متظافرة مع  "جماعة برلين" في توجهها الماركسي.
عود على بدء، التفكيكية Déconstruction قدمها رائدها جاك دريدا على أنها "اللاأدرية" ونفى عنها صفتي التحليل والنقد،  "ليس التفكيك منهجا ولا يمكن تحويله إلى منهج، خصوصا إذا ما أكدنا على الدلالة الإجرائية أو التقنية." جاك دريدا: الكتابة والاختلاف، ترجمة كاظم جهاد، دار توبقال المغرب، 1988، ص 60_61
وقد اشتهر دريدا بكلمته: " ما الذي لا يكون التفكيك؟ كل شيء، ما التفكيك؟ لا شيء.
والتفكيك طريقة لقراءة الفلسفة أو هي "مقاربة فلسفية للنصوص" وهو "نظرية تهدف إلى إنتاج تفسيرات لنصوص خاصة. أقل ما تهدف إلى فحص الطريقة التي يقرأ بها القراء هذه النصوص." ديفيد بشبندر: نظرية الادب المعاصر وقراءة الشعر، ص 75.
سعت التفكيكية إلى تحرير النص من القراءة الأحادية والتأسيس " لممارسة تتحدى النصوص التي تبدو وكأنها مرتبطة بمدلول محدد ونهائي وصريح." أمبرتو إيكو، التأويل بين السيميائيات والتفكيك، ص 124.
أورد د. يوسف وغليسي نقلا عن كريس بلذيك c. Baldick مختصرا لمرجعيات القراءة التفكيكية على النحو التالي:
التفكيكية = اعتباطية العلامة اللغوية (دو سوسير) + الشك الفلسفي (نتشة وهيدغر) + آلية القراءة الفاحصة وأفكار الالتباس والتورية (النقد الجديد)+ أولوية اللغة على الدلالة (مدرسة يال).
اقترح دريدا " قراءة النص بما هو انتاج لمعان غير قابلة للتجميع" حيث تغدو العلامة موضع تشويش دائم بين المعنى المرجعي والمعنى المجازي." أي أن القارئ لم يعد بإمكانه السيطرة على النص لأن هذا الأخير لم يعد يسمع له بذلك.
وعليه "هل يمكن أن نقرأ النص حقيقة؟ (peut-on dés vraiment lire le texte ?)
طرح هذا السؤال جيرار جنجومبر في حديثه عن مدرسة يال التفكيكية، حيث عرض هذا السؤال المدرسة للكثير من الانتقادات اللاذعة. حيث استعمل نقاد هذه المدرسة مصطح
( لا إمكانية القراءة the unreadability) كجواب على السؤال الآنف.
في سنة 1966 نظمت جامعة جون هوبكنز في الولايات المتحدة الأمريكية ندوة تاريخية حضرها نجوم المشهد النقدي المعاصر ( رولان بارت، تزفيتان تودوروف، لوسيان غولدمان، جورج بولي، جاك دريدا، جاك لاكان...) ورغم أنها كانت ندوة بنيوية بالأساس إلا أنه تم فيها صياغة بيان التفكيكية والمابعد بنيوية لأول مرة، وشارك فيها جاك دريدا بمقاله المتميز: البنية والعلامة واللعب في خطاب العلوم الإنسانية. ثم بعدها بسنة أصدر ثلاث كتب شكلت ركائز التفكيكية هي: الكتابة والاختلاف والصوت والظاهرة و في علم الكتابة.
والمتأمل في حياة جاك دريدا الجزائري المولد الفرنسي الجنسية اليهودي الديانة الأمريكي الإقامة يفهم إلى حد ما البعد النفسي للتفكيكية التي دعا إلى دريدا وسعى لوضع أسسها وتميزها عما سواها إلا أنه لم يفلح في ذلك كثيرا لأنه جل كتاباته اكتنفها الغموض في ظل مجتمع فرنسي يعد "الوضوح مزية وطنية أو رمزا يدل على الذهنية الفرنسية" جون ستوك: البنيوية وما بعدها، ترجمة محمد عصفور، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، فيفري 1996، ص 27. وربما لهذه الأسباب بالذات أو لغيرها لم تجد التفكيكية ترحابا واسعا في الثقافة النقدية العربية.
وصلت التفكيكية للعالم العربي على استحياء سنة 1985، مع الناقد السعودي عبد الله الغذامي، في كتابه "الخطيئة والتكفير- من البنيوية إلى التشريحية -  قراءة لنموذج إنساني معاصر." ثم تلا هذا الكتاب كتب أخرى.
ومن جملة التعريفات المقدمة لفعل التشريح عند دريدا تعريف سعيد علوش الذي قسمه لثلاث مراحل:
1.    التحليل السيميولوجي لتكوين إيديولوجي موروث.
2.     تجزيء عناصر النص إلى وحدات صغرى وكبرى.
3.    عملية فهم لتركيب العمل الأدبي. معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة، ص 97.
ويرى محمد عناني أن أساس التفكيكية هي "اعتبار كل قراءة للنص بمثابة تفسير جديد له، واستحالة الوصول إلى معنى نهائي وكامل لأي نص، والتحرر من اعتبار النص كائنا مغلقا ومستقلا بذاته." محمد عناني: المصطلحات الأدبية الحديثة، معجم، ص 15.
وتجمع جل الكتابات على أن القراءة التفكيكية قراءة متضادة، تثبت معنا للنص ثم ما تلبث أن تنقضه لتقيم آخر على أنقاضه. إنها تسعى لإثبات أن ما هو هامشي قد يصير مركزيا إذا نظرنا إليه من زاوية مغايرة.
وهو عند عبد المالك مرتاض "تقويض لغة النص أجزاء أجزاء... لتبين مركزيّ للنص... ثم يُعاد تطنيبه، أو تركيب لغته على ضوء نتائج التقويض." عبد المالك مرتاض: مدخل في قراءة الحداثة، ص13

السبت، 15 ديسمبر 2018

المنهج الموضوعاتي

تجدر الإشارة بداية أن هذه المقالة كُتبت استرشادا واستلهاما وتلخيصا لمؤلف د. يوسف وغليسي الموسوم بـ "مناهج النقد الأدبي"، وما أخذنا من هذا الكتاب واعتمادنا عليه إلا تقديرا منا للمجهود 
المبذول من طرف المؤلف وعرفانا منا له بأهمية ما أنجز.
هي الموضوعاتية Thématique  وقد تعددت حولها التسميات والتراجم، وهي ميدان نقد هلامي تتداخل فيه مختلف الرؤى الفلسفية والمناهج النقدية.
كانت بداية هذا المنهج ضمن أحضان الفلسفة الظواهرية وتغذى على أفكار الفيلسوف غاستون باشلار Gaston bachelard (1884-1962)  ونما هذا المنهج وتطور في بيئة فرنسية في ستينات القرن الماضي. وسعت مدرسة جنيف -التي كانت من أوائل من اهتم بهذا النص- للتأكيد على أن النص الأدبي عالم تخييلي مستقل عن الواقع، يجسد وعي الناص.
من رواد هذا المنهج: جون بول ويبر وجون بيار ريشار وجورج بولي وجون روسي وجيلبار دوران...
والموضوعاتية في أبسط تعريفاتها هي الآليات المنهجية المسخرة لدراسة الموضوع في النص الأدبي. والموضوع Thème لدى دومينيك منغيو هو "بنية دلالية كبرى للنص"
Dominique maingueneau. Les termes clés de l’analyse du discours. Seuil.1996. p84
وبامكاننا أن نقول أن الموضوع "عنصر دلالي متكرر لدى كاتب ما في عمل."
Les grands courants de la critique litéraire. Seuil. 1996. P23
ويبقى التكرار ونعني هنا التكرار الملفت لا البسيط هو سمة الموضوع الأساسية، ويصر غريماس على أن الموضوع فضفاض، وراح يتساءل ما الموضوع؟
قدم عبد الكريم حسن دراسة موضوعاتية لشعر السياب وصفها غريماس بأنها "موضوعاتية معجمية" تمييزا لها عن موضوعاتية ريشار الأدبية، وسعى حسن في كتابه اللاحق "المنهج الموضوعي" لأكيد هذا التمييز وأراد أن يشق لنفسه اتجاها موضوعاتيا مستقلا عن سابقيه.
وقد اعتبر حسن منهجه بنيويا لأنه يتوفر على مواصفات البنيوية لدى كلود ليفي ستروس إضافة إلى أن المحايثة من شأنها أن تضمن له الصفة البنيوية.
طمح حسن في دراسته لاكتشاف شبكة العلاقات الموضوعية التي تنتظم داخلها وتتمفصل هذه الموضوعات عبد الكريم حسن: الموضوعية البنيوية، المؤسسة الجامعية للدراسات، بيروت، 1983، ص 49
وقد انطلق في كل ذلك من دراسة الجذور اللغوية للشكة المعجمية للنصوص، وعليه فمنهجه موضوعاتي لأنه بحث في الموضوع وهو بنيوي لأنه يكتشف البنية التي تتشابك فيها الموضوعات الشعرية. وعبد الكريم حسن يُعرف الموضوع على أنه " مجموعة المفردات التي تنتمي إلى عائلة لغوية واحدة' السابق، ص 32. وتتحدد العائلة اللغوية من الاشتقاق والترادف والقرابة المعنوية. السابق ص 33.




السبت، 8 ديسمبر 2018

المنهج الإحصائي

تجدر الإشارة بداية أن هذه المقالة كُتبت استرشادا واستلهاما وتلخيصا لمؤلف د. يوسف وغليسي الموسوم بـ "مناهج النقد الأدبي"، وما أخذنا من هذا الكتاب واعتمادنا عليه إلا تقديرا منا للمجهود 
المبذول من طرف المؤلف وعرفانا منا له بأهمية ما أنجز.
الإحصاء "علم له قوانينه وقواعده الرياضية الخاصة به، ولكنه مجال تطبيقه هو في خدمة العلوم الأخرى." عبد العزيز هيكل: مبادئ الأساليب الإحصائية، دار النهضة العربية، بيروت، 1974 ،ص8.
ويؤكد لالاند في موسوعته الفلسفية أن الإحصلء ليس علم "والأدق أن الإخصاء يكمن في منهج قابل للتطبيق على علوم شتى." أندريه لالاند، موسوعة لالاند الفلسفية، تعريب حليل أحمد حليل، م3، ط2، منشورات عويدات، بيروت- باريس، 2001، ص1336.
ويمكن القول أن الإحصاء ليس علما ولا منهجا لأنه يفتقر إلى الاستقلالية والانتشار والهيمنة على الظاهرة الأدبية واختراق النص. وإنما هو إجراء منهجي يقع داخل المنهج الواحد. المرجع نفسه، ص 120.
ويقوم المنهج الإحصائي بإحصاء الألفاظ والتراكيب اللغوية ثم محاولة تحليل العمل الأدبي في ضوء النتائج الإحصائية التي توصل إليها." شايف عكاشة: اتجاهات النقد المعاصر في مصر، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 85،ص 249.
ويخدم المنهج الإحصائي الشعر أكثر مما يخدم السرد على اعتبار الأخير طويل نسبيا مقارنة بالأول، ونتائج المنهج على السرد ليست بالأهمية التي تظهر عليها في الشعر.

المنهج السيميائي



تجدر الإشارة بداية أن هذه المقالة كُتبت استرشادا واستلهاما وتلخيصا لمؤلف د. يوسف وغليسي الموسوم بـ "مناهج النقد الأدبي"، وما أخذنا من هذا الكتاب واعتمادنا عليه إلا تقديرا منا للمجهود 
المبذول من طرف المؤلف وعرفانا منا له بأهمية ما أنجز.
علم يدرس حياة العلامات في كنف الحياة الاجتماعية، وهي مأخوذة من مصطلح sémiotique المأخوذ بدوره من مصطلح إغريقي sémeion الذي  يعني الأثر أو الدليل.
حيث العلامات اللغوية وغير اللغوية هي الموضوع المفترض لعلم جديد، نشأ في بداية القرن العشرين.
ظهرت السيمياء في أوروبا بزعامة فردناند دي دوسير (1857-1913) في حين برزت السيميولوجيا في أمريكا على يد شارلز سندرس بيرس (1839-1914) في فترتين متزامنتين نسبيا.
يقول فردناند دو سوسير "اللغة نسق من العلامات يعبر عن أفكار، ومنه فهي مشابعة للكتابة، وأبجدية الصح والبكم ..." واللسانيات قسم من هذا العلم حسب كتابه محاضرات في علم اللغة العام الذي جمعه تلميذيه شارل بالي وألبير سيشهاي Ferdiand de saussure. Cours de linguistique Générale. 2 éme éd. ENAG/ Edition. Alger. 1994. P33
إلا أن رولان بارت اعترض قول دو سوسير هذا في كتابه "نظام الموضة" وذهب لاعتبار السيمياء جزء من كل هو اللسانيات. ليُقرر بارت في الأخير أن ''الإنسان محكوم باللغة المنطوقة ولا يمكن لأي مؤسسة سيميولوجية أن تتجاهل ذلك" Roland barthes. Système de la mode. Editions du seuil/1967. P8
وحسب ساندرس بيرس فإن العلامة تنقسم وفق تقسيم ثلاثي إلى (أيقونة، قرينة، رمز) وتتفرع عن هذا التقسيم الثلاثي تفريعات ثلاثية أخرى "حتى بلغ تحديده ستة وستين نوعا من العلامات".
وتجدر الإشارة أنه قبل دوسيوسير وبيرس استخدم أفلاطون مصطلح السيمياء في جمهوريته، الذي عنى به تعلم القراءة والكتابة.
سعت السيماء بعد ذلك لتكون علما، موضوعه العلامة ومنهجه التحليل البنيوي، وظهر ذلك بشكل جلي في كتاب رولان بارت "نظام الموضة" حيث حلل النظام البنيوي للأزياء النسوية، "مستوحيا منهجه من علم العلامات العام." ROLAND BARTHES. Système de la mode  .Edition du seil.1967. P07
في سنة 1969 أسس غريماس "الجمعية الدولية للسيميائية التي نهضت بمهمة تنظيم الملتقيات حول السيمياء، وأنشأ مجلة فصلية تهتم بهذا الشأن كذلك. ليصدر بعد ذلك في سنة 1979 قاموسان سيميائيان أولهما  « lexique sémiotique » لجوزريت راي دوبوف، وَأخر لجوليان غريماس وجوزيف كورتاس تحت عنوان: sémiotique Dictionnaire.
وصلت السيمياء للعرب – كالعادة – متأخرة فاعتنوا بها وخصوها بالدراسة والترجمة وأسسوا لهم هم كذلك جمعيات خاصة ومجلات متخصصة وقواميس وصارت مادة خصبة للدرس الجامعي.
تتداخل السمياء والسيميولوجيا تداخلا مريعا في الدرس العربي وقبله العربي، لدرجة أن تودروف وديكرو قدما السيماء والسيميولوجيا بصيغة العطف – واو- أو التخيير – أو- وكأنهما وجهان لعملة واحدة.
وقد  أشار د. يوسف وغليسي أن السيمياء مصطلح أمريكي يشير للمفاهيم الفلسفية والعلامات غير اللغوية، بينما السيميولوجيا مصطلح أوروبي هو أدنى للعلامات اللغوية. يوسف وغليسي: مناهج النقد الأدبي، ص 99.
هذا وقد وقع (جاكوبسون وغريماس وليفي شتراوس وبنفنيست وبارت) على اتفاق اصطلاحي سنة 1968 ينص على اصطناع مصطلح sémiotique وحسب. نفس المرجع، ص 100.
ولازال الجدل إلى يومنا هذا متواصلا وأضيف للجدل حول السيمياء أو السيميولوجيا مصطلح أخر هو علم الدلالة، الذي ساوى بعضهم بينه وبين سابقيه. وفي ترجمة عن برنار توسان لكتابه ماهي السيميولجيا، نُقل أن علم الدلالة ينحصر في دراسة المدلولات بينما تهتم السيمياء بالعلامة اللغوية وغير اللغوية، مع التركيز على شكل المحتوى.
سنة 1966 وضع جوليان غريماس كتابا عنونه ب، علم الدلالة البنيوي" وهو يعتر حجر أساس المنهج السيميائي الذي نفض عنه غريماس المتراكم على أثاره التي تركها "بريال" منذ سنة 1883. وهذا الكتاب بحق النص المؤسس للسيمياء الفرنسية، مع التأكيد على فصلها عن اللسانيات وعن هذا قال غريماس ذاته في مقدمة كتابه "يجب أن نعلم أن علم الدلالة كان دوما فقير الصلة بالألسنية" A.J.Greimas. Sémantique. Nouvelle Edition. P.U.F. Paris.1986 وفي سنة 1970 استبدل علم الدلالة بالسيميائية.
أما شارل موريس فقد جعل الدلالة قسما من السيميائية يعنى بدلالة العلامات، أي العلاقة بين العلامة ومقصدها، مقابلا للتداولية والتركيب." L’éxique sémiotique. P128ال

الجمعة، 30 نوفمبر 2018

المنهج الأسلوبي

تجدر الإشارة بداية أن هذه المقالة كُتبت استرشادا واستلهاما وتلخيصا لمؤلف د. يوسف وغليسي الموسوم بـ "مناهج النقد الأدبي"، وما أخذنا من هذا الكتاب واعتمادنا عليه إلا تقديرا منا للمجهود المبذول من طرف المؤلف وعرفانا منا له بأهمية ما أنجز.

الأسلوبية (stylistucs- stylistique) هي تطبيق المعرفة الألسنية في دراسة الأسلوب R.P.K Hartmann. F.C Stork dictionary of language.P223
وقد كانت كلمة الأسلوب في القرن 14 تدل على كيفية الكتابة ثم أصبحت في القرن 16 تدل على كيفية التعبير لتمحض الدلالة على "كيفية معالجة موضوع ما" في نطاق الفنون الجميلة خلال القرن الـ17م. ثم أصبحت أخيرا تدل على كيفية الكابة الخاصة بكاتب ما، أو جنس ما، أو عهد معين... P.Guiraud. la stylistique.5 eme éd.PUF. Paris. 1967.P05
كانت بداية الأسلوبية مع تلميذ دو سوسير الألسني السويسري شارل بالي CHARLE BALLY (1865-1947) الذي أسس هذا العلم في كتابه الرائد "مبحث في الأسلوبية الفرنسية"  Traité de stylistique française سنة 1990.
وقد تعددت الأسلوبيات بعد بالي حيث وجدنا ضمن "قاموس اللسانيات" لبريان جيل ثلاث أسلوبيات هي:
-         أسلوبية اللغة التي يمثلها شارل بالي.
-         أسلوبية مقارنة.
-         أسلوبية أدبية يمثلها جاكبسون وبيار غيرو ...

أما بيار غيرو في حد ذاته فقد ميز بين أسلوبيتين:
الأسلوبية الوصفية   S. Descriptive وهي أسلوبية الآثار وبديل علم الدلالة، تدرس علاقات الشكل بالفكر، مثلما تدرس الأبنية ووظائفها داخل النظام اللغوي ويمثلها شارل بالي.
الأسلوبية التكوينية S. Génétique  تتشبه بالنقد الأدبي، وتدرس التعبير في علاقته بالمتكلم، معتدة بظروف الكتابة ونفسية الكاتب وهي الأسلوبية المثالية لدى ليو سبيتزر.
أما ج.م. شيفر فقد ميز بين أسلوبيتين مختلفتين:
-         أسلوبية اللغة التي تقوم على التحليل والجرد لمجموع السمات المتغيرة المتعلقة بلغة معطاة. فنقول أسلوبية فرنسية أو ألمانية.. ويمثلها بالي وماروزو وكروصو.
-         الأسلوبية الأدبية: وتقوم على تحليل الوسائل الأسلوبية المحتملة المتعلقة بالممارسات الأدبية مفضلة الأعمال الأدبية في تفردها. وقد استحالة إلى أسلوبية الإنزياح أو أسلوبية سيكولوجية. وروادها: ليو سبيتزر، موريس غرامون، هنري موريي.

أما جينجومبر فيتحدث عن:
-         أسلوبية وصفية تبدأ مع بالي إلى كروصو، غايتها  تصنيف وسائل التعبيرة المحشودة لدى كاتب ما. وتمتد إلى جول ماروزو وليو سبيتزر.
-         أسلوبية بنيوية: تسعى لتحديد المقاييس اللغوية النوعية الملائمة أسلوبيا، يمثلها ريفاتير.
ويؤكد غريماس أن "علم الدلالة والأسلوبية ليسا إلا مظهرين لوصف واحد. يحكم على الأسلوبية بأنها لم توفق إلى الانتظام ضمن اختصاص مستقل. ويقسم غرمياس المقاربات الأسلوبية إلى:
-         الأسلوبية اللسانية: يمثلها بالي.
-         الأسلوبية الأدبية: يمثلها سبيتزر.
وقد تم في الأخير تذويب الأسلوبية والحاقها بالسيميائية سنة 1965حيث لم يتردد ميشال أريفي وأخرون في الإعلان عن موتها.
"هكذا إذن تنشأ الأسلوبية على أنقاض العصر البلاغي المترهل، وترتحل إلى ألمانيا إلى انجلترا إلى فرنسا لتعمر حوالي ستين عاما... ثم يعلن موتها.
على أن حكم الإعدام هذا أطلقه رهط من العلماء وهو لحسن الحظ لم يشمل الكل مما يجعله قابلا للاستئناف، وقد سعى جورج مولينيه لتشريح وضع الأسلوبية فانتهى إلى أنها عايشت ما عايشته قبلها الفيلولوجيا، عندما وضعتا في سياق اختصاصات أخرى، حيث كانتا بمثابتة التابع لمتبوع قبلهما.
وبلغة الناصح ذكٍّر جورج مورينيه الأسلوبية أن "تاريخها إذن هو تاريخ تغيراتها" جورج مورينيه، الأسلوبية، تر: بسام بركة، ط1، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، 1999، ص37.
وعليها أن تلتزم حدودها العلمية، وأن تثق بنفسها، أي أن تستنكف من أن تظل مجرد إجراء علمي مساعد لمناهج وعلوم أخرى.
وصلت الأسلوبية للعالم العربي متأخرة زعاء السبعينات بفعل جهود مشتركة لكل من عبد السلام المسدي، وشكري عياد، وجوزيف ميشال وعدنان بن ذريل...
من جهته د.عبد السلام المسدي كان قد حذر من مغبة ضياع الهوية الأسلوبية في مغبة معارف محاذية.

الأسلوبية والأسلوب stylistique et style
كتب د.غراهام هاف سنة 1969 كتابا بعنوان الأسلوب والأسلوبية، ثم في سنة 1977 كتب د. عبد السلام المسدي كتابا بنفس العنوان.
-         الأسلوبية: عند غريماس مجال البحوث ينضوي تحت تقاليد البلاغة" Greimas et Courtès.Sémiotique. p366
في حين عرفها جون ديبوا بأنها  الدراسة العلمية للأسلوب في الأعمال الأدبية" Dictionnaire de linguistique. P458

-         الأسلوب: ووصعه جورج مولينيه بأنه "طريقة متميزة وفريدة، وخاصة بكاتب معين" جورج مولينيه، الأسلوبية، ص 66
-         عرفه جون ديبوا بأنه سمة الأصالة الفردية للذات الفاعلة في الخطاب " Dictionnaire de linguistique. P456

والأسلوبية في بعض التنظيرات الغربية بلاغة حديثة تحت شكلها المزدوج: علم للتعبير ونقد للأساليب الفردية وهي الوريث المباشر للبلاغة. بينما وصفها المسدي بأنها امتداد للبلاغة ونفي لها في نفس الوقت. عبد السلام المسدي، الأسلوبية والأسلوب، ص 52  وهما يفترقان عند جملة من النقاط: حيث البلاغة علم معياري تعليمي يعتمد فصل الشكل عن المضمون في الخطاب، بينما الأسلوبية علم وصفي تعليلي يرفض الفصل بين دال الخطاب ومدلوله. عبد السلام المسدي، الأسلوبية والأسلوب، ص  53
وقد شكك بعض الدارسين في "علمية" الأسلوبية واكتفوا بوصفها مجالا للبحث أو دراسة...
قسم عدنان بن ذريل الأسلوبية إلى ثلاثة اتجاهات هي: أسلوبية التعبير وعنيت بالتعبير اللغوي. والأسلوبية التكوينية وعنيت بظروف الكتابة وأسلوبية بنيوية وعنيت بالنص الأدبي وجهازه اللغوي.
في حين قسمها عبد المالك مرتاض إلى صنفين هما الأسلوبية التاريخية التي تجيب عن سؤال: لماذا الكاتب وأسلوبية وصفية تجيب عن سؤال كيف يكتب الكاتب.